
أشرف وزير التربية الوطنية، الدكتور محمد صغير سعداوي، صبيحة يوم السبت 26 أفريل 2025، بالمركز الدولي للمؤتمرات، عبد اللطيف رحال، الجزائر العاصمة، على أشغال الندوة الوطنية حول تقييم التحوّل الرقمي في قطاع التربية الوطنية، وهذا بحضور السيدة الوزيرة المكلفة بالمحافظة السامية للرقمنة، السيد وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، والسيد وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات المصغّرة والمؤسسات الناشئة، السيد المدير العام لوكالة أمن الأنظمة المعلوماتية، السيد رئيس السلطة الوطنية لحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، ممثل عن مجلس الأمة، والسيد رئيس لجنة التربية والتعليم العالي والتكوين المهني والشؤون الدينية بالمجلس الشعبي الوطني، السيد وسيط الجمهورية، رؤساء الهيئات الدستورية الاستشارية والتشريعية، وممثلوا السلطات العسكرية والأمنية والمدنية.
حيث جاءت هذه الندوة الوطنية لتقييم التحوّل الحاصل في وزارة التربية الوطنية في مجال رقمنة القطاع، تنفيذا وتجسيدا لقرارات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي أمر بالرقمنة الشاملة والكاملة لجميع القطاعات، حيث تم إشراك كافة مكوّنات الجماعة التربوية وكذلك القطاعات الحكومية والهيئات الدستورية التشريعية والاستشارية، من خلال تقديم ملاحظاتهم واقتراحاتهم لإدخال التصويبات اللازمة لتحسين الخدمات الرقمية التي يتيحها القطاع عبر نظامه المعلوماتي.
وقبل أن يباشر كلمته حول هذه الندوة الوطنية، زفّ السيد الوزير خبرا سارًّا للأسرة التربوية، حيث حقّق التلاميذ المشاركين في منافسة أولمبياد أوكرانيا للأصاغر وللإناث في الإعلام الآلي (UJGOI) بعنوان سنة 2025، والتي نظّمت عن بعد يومي 12 و13 أفريل 2025، بثانوية الرياضيات محند مخبي، القبة- الجزائر، بمشاركة سبع (7) تلميذات من فريق الإناث وثلاثة (3) تلاميذ من فريق الأصاغر.
وقد تحصلت الجزائر في هذه المنافسة على ثلاث (3) ميداليات ذهبية وميداليتين (2) فضيتين بالنسبة لفريق الإناث، وميدالية (1) فضية وميدالية (1) برونزية بالنسبة لفريق الأصاغر.
وبخصوص الندوة الوطنية المنظّمة لتقييم التحول الرقمي في قطاع التربية الوطنية، أكّد السيد الوزير أنها تُعدّ تتويجا لمسار تشاوري شامل، انطلق من القواعد، عبر الندوات التي نظمت على مستوى المقاطعات التفتيشية الإدارية، ثم الولائية، فالجهوية، وصولا إلى هذا اللقاء الوطني الجامع، مجدّدا حرصه التام على أن يكون التحول الرقمي تحولا شاملاً، مدروسا، وفعالا، يستند إلى رؤية واضحة وإرادة صادقة، في إطار ديناميكية تشاركية تعكس التزام القطاع بانتهاج مقاربة شاملة تعتمد الحوار والتشاور كآليتين أساسيتين في رسم ملامح التحول الرقمي وتعزيز فعاليته.
وفي هذا الصّدد، أشار السيد الوزير إلى أن التوجه نحو تحسين الجودة وزيادة الكفاءة في قطاع التربية من خلال الرقمنة الكلية، يعزى إلى الاهتمام والرعاية الكبيرة من السيد رئيس الجمهورية، الذي يتابع شخصيا وبصفة دورية مدى تقدم عمليات التحول الرقمي في كافة القطاعات الوزارية، ومنها قطاع التربية الوطنية الذي يوليه السيد رئيس الجمهورية عناية كبيرة.
ومن أجل بلوغ الهدف المنشود، أكّد السيد الوزير أن هذه الندوة الوطنية، تمثل فضاء خصبا لطرح تصورات واقتراح حلول عملية لبعض الصعوبات التي قد تعترض مسعى التحوّل الرقمي، بما في ذلك المسائل ذات الصلة بأمن المعلومات وحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، كما أنها فرصة لتقديم مقترحات من شأنها تحسين وتجويد الإجراءات والعمليات التي تتم معالجتها من خلال النظام المعلوماتي للقطاع.
حيث يُنتظر من مخرجات هذه الندوة بلورة توصيات واقعية وفعالة تُمكّن من تحسين الإجراءات والعمليات الجارية من النظام الرقمي الحالي، وتطوير الخدمات التي يوفرها، لتستجيب لما يتطلع إليه أفراد الجماعة التربوية، كما يُنتظر منه أيضا استشراف آفاق جديدة لرقمنة عمليات أخرى مستقبلا، بما يسهم في تعزيز الحوكمة الرقمية وتكريس الفعالية المؤسساتية داخل القطاع، وفق ضوابط الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي في الجزائر 2025-2030، التي تعتبر المرجعية الوطنية والإطار المحدد لتجسيد مسار التحول الرقمي في الجزائر.
وفي سياق مسعى الوزارة لتحقيق الجودة في الأداء الرقمي، حيث أضحى اليوم اعتماد النظام المعلوماتي لقطاع التربية الوطنية ركيزة محورية في التسيير البيداغوجي والإداري اليومي على المستوى المحلي والمركزي، أكّد السيد الوزير على ضرورة اعتماد تقييم دوري بانخراط جميع أفراد الجماعة التربوية، لضمان التحسين المستمر وتحقيق الأفضل، قصد تيسير الحياة المدرسية لأبنائنا وتحسين الحياة المهنية لموظفينا وتقديم خدمة آلية سريعة وذات مصداقية وكذا تقليص المسافات وخفض التكاليف وضمان الشفافية ومبدأ تكافؤ الفرص وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وفي إطار استعراضه للإنجازات الملموسة التي حققتها وزارة التربية الوطنية في مجال الرقمنة، باعتبارها وسيلة عصرية لتوفير الخدمات العمومية، تنفيذا لتعليمات السيد رئيس الجمهورية الرامية إلى تكريس مبدأي الشفافية والنزاهة والقضاء على الضبابية في تسيير الشأن العام، جدّد السيد الوزير الالتزام بالاستمرار في التحول الرقمي بوتيرة سريعة وبتكامل أعمق، والعمل، مستقبلا، بجدّ للوصول إلى توظيف أحدث التقنيات، مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز والتعلم الآلي وتوظيف الذكاء الاصطناعي وهذا بمرافقة الشركاء المؤسساتيين وعلى رأسهم المحافظة السامية للرقمنة التي تتولى تصميم وتسيير الاستراتيجية الوطنية للرقمنة وكذا الوكالة الوطنية للأمن السيبراني والوكالة الوطنية لحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، بالتعاون مع القطاعات المعنية الأخرى.
وقبل أن يختتم كلمته، أشرف السيد الوزير على الإطلاق الرسمي لـ:
1- النسخة الجديدة للموقع الإلكتروني الرسمي للوزارة،
2- منصة رقمية موسومة بـ “موعدي “،
3- نظام الاستبيانات واستطلاع الرأي.
حيث أكّد أن هذه المنصات تشكل لبنات جديدة لتعزيز النظام المعلوماتي في بناء مؤسسات تربوية عصرية، وتندرج في إطار تمكين المواطنين من خدمات تربوية حديثة سلسة وآمنة، برهانا على الالتزام الدائم بتوفير حلول رقمية واقعية لخدمة المدرسة الجزائرية.